Skip to main content Scroll Top

تعاون سعودي أمريكي في الذكاء الاصطناعي لتحقيق رؤية 2030

تعزز المملكة والولايات المتحدة شراكتهما في الذكاء الاصطناعي والبيانات، بهدف توطين التقنية وتنمية الكوادر وتحقيق الريادة العالمية ضمن رؤية 2030.

في خطوة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، تتجه الشراكة بين البلدين نحو آفاق جديدة تتجاوز مجالات التعاون التقليدية، لتشمل قطاع التقنيات المتقدمة، وعلى رأسه الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. ويأتي هذا التعاون النوعي كأحد الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار.

السياق العام: من النفط إلى البيانات

تاريخياً، ارتكزت العلاقات السعودية الأمريكية على أسس الطاقة والأمن، لكن التحولات الاقتصادية العالمية والطموحات الوطنية للمملكة دفعت نحو توسيع نطاق هذا التحالف الاستراتيجي. فمع إطلاق رؤية 2030، وضعت المملكة نصب عينيها هدف التحول إلى قوة استثمارية عالمية ومركز لوجستي يربط القارات الثلاث. ولتحقيق ذلك، كان لا بد من الاستثمار بكثافة في البنية التحتية الرقمية وتبني التقنيات الناشئة، حيث يمثل الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي للثورة الصناعية الرابعة والعمود الفقري للاقتصادات المستقبلية.

دور “سدايا” المحوري في قيادة التحول

تقود الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، التي يرأس مجلس إدارتها ولي العهد، هذه الجهود الوطنية الطموحة. ومنذ تأسيسها في عام 2019، عملت “سدايا” على بناء منظومة وطنية متكاملة للبيانات والذكاء الاصطناعي، تشمل تطوير التشريعات، وتنمية القدرات البشرية، وتوفير بنية تحتية رقمية آمنة ومتطورة. وفي إطار سعيها لجعل المملكة مركزاً تقنياً عالمياً، عقدت “سدايا” شراكات استراتيجية مع كبرى شركات التقنية في العالم، لا سيما الشركات الأمريكية الرائدة. وقد أثمرت هذه الجهود عن توقيع أكثر من 29 اتفاقية مع شركات أمريكية كبرى خلال العام الماضي، ومن المخطط إبرام أكثر من 90 عقداً جديداً خلال عام 2025، بهدف توطين التقنية، وتدريب الكوادر الوطنية، وتبادل الخبرات والمعرفة.

الأهمية والتأثير المتوقع للشراكة

يحمل هذا التعاون في طياته تأثيراً عميقاً على مختلف الأصعدة:

  • محلياً: ستسهم هذه الشراكات في تسريع وتيرة التحول الرقمي في القطاعين الحكومي والخاص، وخلق وظائف نوعية عالية المهارة للشباب السعودي، وتحفيز بيئة ريادة الأعمال والابتكار. كما ستدعم بشكل مباشر المشاريع الكبرى مثل “نيوم” و”البحر الأحمر” التي تعتمد بشكل أساسي على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
  • إقليمياً: ترسخ هذه الخطوات مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد للتقنية والبيانات في منطقة الشرق الأوسط، مما يجذب المزيد من الاستثمارات والمواهب. كما أن إنشاء مراكز بيانات فائقة السعة سيخدم احتياجات المنطقة بأكملها، ويعزز من تكاملها الرقمي.
  • دولياً: يبرز التعاون السعودي الأمريكي كنموذج رائد للشراكة الدولية في مجال التقنيات المتقدمة. وتشارك المملكة، عبر “سدايا”، بفاعلية في صياغة السياسات العالمية المتعلقة بالاستخدام المسؤول والآمن لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع المبادئ الأخلاقية التي أقرتها منظمات دولية مثل اليونسكو، مما يعزز من دورها كلاعب مؤثر على الساحة التقنية العالمية.

إن هذا التوجه الاستراتيجي لا يمثل مجرد اتفاقيات تجارية، بل هو استثمار طويل الأمد في المستقبل، يهدف إلى ضمان ريادة المملكة في الاقتصاد العالمي الجديد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي.

اخر الاخبار

Clear Filters

وزير الداخلية يدشن 8 مراكز استجابة سريعة ومركزاً تاريخياً لحرس الحدود بالجوف، معززاً الجاهزية الأمنية وحماية التراث الوطني ضمن خطط التطوير الشاملة.

الأمير عبدالعزيز بن سعود يزور الجوف وينقل تحيات الملك وولي العهد، مؤكداً أن الأمن ركيزة التنمية، وسط ترحيب واسع من أهالي المنطقة بمشاريع رؤية 2030.