في مراسم بروتوكولية رسمية تجسد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، قدّم صاحب السمو الأمير منصور بن خالد بن فرحان آل سعود، أوراق اعتماده إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، سفيراً فوق العادة ومفوضاً للمملكة العربية السعودية لدى الأردن.
وجرت مراسم تقديم أوراق الاعتماد في قصر بسمان الزاهر بالعاصمة عمّان، حيث نقل سمو السفير تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، إلى جلالة ملك الأردن، وتمنياتهما للشعب الأردني الشقيق بدوام التقدم والازدهار.
عمق العلاقات التاريخية بين الرياض وعمّان
يأتي تعيين الأمير منصور بن خالد بن فرحان في هذا المنصب الدبلوماسي الرفيع تأكيداً على الأهمية الاستراتيجية التي توليها المملكة العربية السعودية لعلاقاتها مع المملكة الأردنية الهاشمية. وتتميز العلاقات السعودية الأردنية بكونها نموذجاً يحتذى به في العمل العربي المشترك، حيث تستند إلى إرث تاريخي طويل من التنسيق والتعاون بين القيادتين الحكيمتين في كلا البلدين.
وتتجاوز هذه العلاقات الأطر الدبلوماسية التقليدية لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الراسخة، مدعومة بروابط الدم والجوار والمصير المشترك. وقد شهدت العقود الماضية تطابقاً في الرؤى والمواقف تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية، لا سيما فيما يتعلق بدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، والدفاع عن القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
أبعاد استراتيجية واقتصادية واعدة
لا يقتصر تعزيز التمثيل الدبلوماسي على الجانب السياسي فحسب، بل يمتد ليشمل آفاقاً رحبة من التعاون الاقتصادي والاستثماري. وتعد المملكة العربية السعودية من أكبر المستثمرين في الأردن، كما يلعب مجلس التنسيق السعودي الأردني دوراً محورياً في تطوير هذه العلاقات والدفع بها نحو مجالات أوسع، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة حراكاً دبلوماسياً واقتصادياً نشطاً، خاصة في ظل رؤية المملكة 2030 ورؤية التحديث الاقتصادي الأردنية، حيث تتلاقى أهداف البلدين في تعزيز التنمية المستدامة، وتنويع مصادر الدخل، وخلق فرص العمل. كما يشكل التعاون في مجالات الطاقة، والربط الكهربائي، والنقل، والأمن الغذائي ركائز أساسية لهذه الشراكة المتنامية.
ويتمتع الأمير منصور بن خالد بن فرحان بخبرة دبلوماسية عريقة، حيث سبق له تمثيل المملكة في عدة عواصم أوروبية هامة، مما يعزز من التوقعات بنقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية، وتفعيل المزيد من الاتفاقيات المشتركة التي تصب في مصلحة البلدين وأمن المنطقة واستقرارها.
