أكد وزير الإعلام أن الفضاء الإعلامي، بما يشهده من تطورات متسارعة، لا يمكن أن يكون ساحة للفوضى أو منبراً للشعبوية الزائفة التي تسعى لتحقيق مكاسب وقتية على حساب الحقيقة والمصداقية. ويأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه قطاع الإعلام تحولات جذرية على المستويين المحلي والعالمي، مما يستدعي وقفة جادة لترسيخ مفاهيم المسؤولية المهنية والأخلاقية.
سياق التحول الإعلامي وتحديات العصر الرقمي
يعيش العالم اليوم ثورة اتصالية هائلة أزالت الحواجز الجغرافية، إلا أنها جلبت معها تحديات كبيرة تتمثل في تدفق المعلومات غير الموثقة وانتشار الأخبار المضللة. وفي هذا السياق، تأتي تأكيدات وزارة الإعلام لترسم حداً فاصلاً بين حرية التعبير المسؤولة وبين الفوضى التي قد تضر بالسلم المجتمعي. تاريخياً، لطالما كان الإعلام السعودي ركيزة أساسية في الدفاع عن قضايا الوطن، ومع دخول عصر وسائل التواصل الاجتماعي، برزت الحاجة الملحة لتطوير التشريعات وأخلاقيات المهنة لضمان عدم استغلال هذه المنصات في بث الشائعات أو إثارة النعرات التي لا تخدم المصلحة العامة.
الإعلام كركيزة أساسية في رؤية 2030
لا يمكن فصل هذا التوجه عن مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي قطاع الإعلام اهتماماً خاصاً باعتباره أداة استراتيجية للقوة الناعمة ومرآة تعكس الحراك التنموي غير المسبوق الذي تشهده المملكة. تسعى الرؤية إلى بناء منظومة إعلامية متطورة وتنافسية، تعتمد على الشفافية والحوكمة، وتساهم في تحسين جودة الحياة. وبالتالي، فإن محاربة الشعبوية الزائفة في الإعلام ليست مجرد إجراء تنظيمي، بل هي ضرورة استراتيجية لضمان وصول الصورة الحقيقية للمنجزات الوطنية إلى العالم، بعيداً عن التشويش أو المبالغات غير المدروسة.
التأثير المتوقع: نحو بيئة إعلامية احترافية
إن الالتزام بالمعايير المهنية في الفضاء الإعلامي يحمل تأثيرات إيجابية واسعة النطاق:
- محلياً: يعزز من ثقة المجتمع في مصادر المعلومات الرسمية والموثوقة، ويحمي النسيج الاجتماعي من التفكك الذي قد تسببه الإشاعات المغرضة.
- إقليمياً ودولياً: يرسخ مكانة المملكة كمركز إعلامي رائد في الشرق الأوسط، قادر على تصدير محتوى رصين ومؤثر يواجه الحملات الإعلامية المضادة بالحقائق والأرقام الموثقة.
ختاماً، يشدد المراقبون على أن دعوة وزير الإعلام تمثل خارطة طريق للممارسين والمهتمين بالشأن الإعلامي، مؤكدين أن المستقبل هو للإعلام الذي يحترم عقل المتلقي ويبني جسوراً من الثقة والمصداقية، بعيداً عن ضجيج الفوضى والبحث عن الشهرة الزائفة.

