بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، برقيتي عزاء ومواساة إلى جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية الشقيقة، إثر النبأ المؤلم عن حادثة انهيار مبنيين في المدينة العتيقة بفاس، وما نتج عنها من وفيات وإصابات.
وأعرب خادم الحرمين الشريفين في برقيته عن أصدق التعازي وأعمق المواساة لجلالة ملك المغرب ولأسر المتوفين وللشعب المغربي الشقيق، سائلاً المولى القدير أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ المملكة المغربية وشعبها من كل سوء ومكروه. كما بعث سمو ولي العهد برقية مماثلة، عبر فيها عن بالغ حزنه لهذا المصاب الجلل، مؤكداً وقوف المملكة العربية السعودية وتضامنها الكامل مع الأشقاء في المغرب في هذا الظرف العصيب.
وتأتي هذه التعزية في إطار العلاقات الأخوية التاريخية والراسخة التي تجمع بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، حيث تتسم العلاقات بين البلدين بعمق الروابط الاستراتيجية والتاريخية التي تمتد لعقود طويلة. ودائماً ما تبادر القيادة السعودية إلى الوقوف بجانب الأشقاء العرب والمسلمين في مختلف الأزمات والحوادث، مما يعكس الدور الريادي للمملكة في تعزيز أواصر الأخوة والتلاحم بين الشعوب العربية.
من جانب آخر، يسلط هذا الحادث الضوء على التحديات التي تواجه المدن التاريخية العريقة مثل مدينة فاس، التي تعد إرثاً حضارياً وإنسانياً عالمياً. فالحفاظ على النسيج العمراني في المدن القديمة يتطلب جهوداً مستمرة، وحينما تقع مثل هذه الحوادث المؤسفة، فإنها تثير مشاعر الحزن والتعاطف ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستوى الإقليمي والدولي، نظراً لمكانة هذه المدن في الوجدان العربي والإسلامي.
ويحمل هذا التضامن السعودي الرسمي دلالات سياسية وإنسانية عميقة، تؤكد على وحدة المصير بين البلدين الشقيقين. فالدبلوماسية السعودية لا تقتصر فقط على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل تولي الجانب الإنساني والاجتماعي أهمية قصوى، معتبرة أن مصاب الأشقاء في المغرب هو مصاب للمملكة، وهو ما تجسد بوضوح في سرعة التفاعل الرسمي وإرسال برقيات التعزية والمواساة من أعلى هرم السلطة في السعودية.
