بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقيات تهنئة إلى فخامة الرئيس بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، بمناسبة ذكرى يوم الجلاء لبلاده، الذي يوافق السابع عشر من شهر أبريل من كل عام.
وأعربت القيادة السعودية في برقياتها عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية الشقيق اطراد التقدم والازدهار. وتأتي هذه التهنئة في إطار البروتوكولات الدبلوماسية الراسخة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية في مشاركة الدول الشقيقة والصديقة احتفالاتها الوطنية، مما يعكس عمق الروابط التاريخية والاجتماعية التي تجمع بين الشعبين السعودي والسوري.
دلالات تاريخية ليوم الجلاء السوري
يحتل يوم الجلاء مكانة بارزة في الذاكرة السورية والعربية، حيث يوثق هذا اليوم التاريخي، الموافق للسابع عشر من أبريل عام 1946، جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية، معلناً بذلك استقلال سوريا التام ونهاية حقبة الانتداب الفرنسي التي استمرت لسنوات طويلة. ويعد هذا اليوم رمزاً للسيادة الوطنية وتتويجاً لنضال الشعب السوري في سبيل نيل حريته واستقلاله، وهو مناسبة تستذكر فيها الأجيال تضحيات الآباء والأجداد في سبيل رفعة الوطن وعزته.
سياق دبلوماسي متجدد وعلاقات متنامية
تكتسب هذه التهنئة أهمية خاصة في ظل التحولات الإيجابية التي شهدتها العلاقات السعودية السورية مؤخراً، والتي توجت باستئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة وعودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية خلال القمة العربية التي استضافتها مدينة جدة في مايو 2023. وتعكس هذه الخطوات حرص المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، على تعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الصف، ودعم استقرار سوريا ووحدة أراضيها.
وتشير هذه الرسائل الدبلوماسية إلى مرحلة جديدة من التعاون الثنائي، حيث تسعى المملكة من خلال سياستها الخارجية المتزنة إلى دعم جهود التنمية والاستقرار في المنطقة، مؤكدة أن أمن سوريا وازدهارها يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي. وتتطلع الأوساط السياسية والشعبية إلى أن تسهم هذه الأجواء الإيجابية في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويحقق تطلعاتهما نحو مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
