عقد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، جلسة مباحثات رسمية موسعة مع معالي وزير الداخلية في مملكة إسبانيا، فرناندو غراندي مارلاسكا، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بين المملكتين الصديقتين. وتأتي هذه المباحثات تأكيداً على عمق الروابط التاريخية والاستراتيجية التي تجمع المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا، والتي تمتد لعقود طويلة من التعاون المثمر في مختلف المجالات.
وجرى خلال الجلسة استعراض مسارات التعاون الأمني القائم بين وزارتي الداخلية في البلدين، وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات القيادتين في البلدين الصديفين. وقد ركزت المباحثات بشكل خاص على أهمية تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية، وتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية المعاصرة التي تتسم بطابعها العابر للحدود، مما يستدعي تعاوناً دولياً وثيقاً.
أبعاد التعاون الأمني والاستراتيجي
ناقش الجانبان عدداً من الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك، يأتي في مقدمتها تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، ومحاربة الجريمة المنظمة بجميع أشكالها، بما في ذلك الجرائم الإلكترونية وتهريب المخدرات. ويعد هذا التعاون جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الأمنية الشاملة التي تتبناها المملكة، والتي تهدف إلى تحصين المجتمع وحماية المكتسبات الوطنية، بالتوازي مع الانفتاح على التجارب الدولية الرائدة، حيث تمتلك إسبانيا خبرة واسعة في المجالات الأمنية والتقنية.
العلاقات السعودية الإسبانية: تاريخ من الشراكة
لا يمكن النظر إلى هذا اللقاء بمعزل عن السياق التاريخي للعلاقات السعودية الإسبانية، التي تتسم بالمتانة والثقة المتبادلة على أعلى المستويات. فلطالما كانت الرياض ومدريد شريكتين في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي. وتكتسب هذه المباحثات أهمية إضافية في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، حيث يسعى البلدان إلى تنسيق المواقف لضمان أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
وتنسجم هذه التحركات الدبلوماسية والأمنية مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تولي أهمية قصوى لتطوير القطاع الأمني ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية من خلال الشراكات العالمية ونقل المعرفة والتقنيات الحديثة. إن تعزيز التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها إسبانيا، يساهم في بناء منظومة أمنية متطورة قادرة على التعامل مع التهديدات الحديثة بكفاءة واقتدار.
وفي ختام المباحثات، أكد الجانبان على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور المستمر بين الأجهزة الأمنية في البلدين، وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بما يعزز من منظومة الأمن والسلم الدوليين، ويعكس التزام البلدين الراسخ بمكافحة كل ما من شأنه تعكير صفو الأمن العالمي.

