بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقيات تهنئة إلى القيادة اللبنانية بمناسبة ذكرى استقلال الجمهورية اللبنانية. وأعربت القيادة السعودية في برقياتها عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتقدم والازدهار لحكومة وشعب لبنان الشقيق، مؤكدةً على عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين.
خلفية تاريخية ليوم الاستقلال اللبناني
يحتفل لبنان في الثاني والعشرين من نوفمبر من كل عام بذكرى استقلاله، وهو اليوم الذي يجسد نضال الشعب اللبناني من أجل السيادة والحرية. يعود هذا التاريخ إلى عام 1943، حين تمكنت القيادات اللبنانية، وعلى رأسهم الرئيس بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح، من إنهاء الانتداب الفرنسي الذي فُرض على البلاد بعد الحرب العالمية الأولى. ويُعد هذا اليوم رمزاً للوحدة الوطنية والميثاق الوطني الذي أرسى أسس التعايش بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني، وشكّل انطلاقة لبناء الدولة اللبنانية الحديثة المستقلة.
العلاقات السعودية اللبنانية.. تاريخ من الدعم والمساندة
تأتي هذه التهنئة في سياق علاقات تاريخية وراسخة تجمع بين المملكة العربية السعودية ولبنان. ولطالما وقفت المملكة إلى جانب لبنان في مختلف المحطات الصعبة، حيث لعبت دوراً محورياً في إرساء استقراره والحفاظ على سيادته. ويبرز “اتفاق الطائف” الذي رعته المملكة عام 1989 كأهم علامة فارقة في تاريخ العلاقات، حيث نجحت الدبلوماسية السعودية في جمع الفرقاء اللبنانيين وإنهاء حرب أهلية مدمرة استمرت 15 عاماً، ورسمت خريطة طريق سياسية جديدة للبلاد. كما قدمت المملكة على مر العقود دعماً اقتصادياً وإنسانياً كبيراً للمساهمة في إعادة إعمار لبنان وتعزيز صموده.
أهمية الرسالة في ظل التحديات الراهنة
تكتسب هذه اللفتة الدبلوماسية أهمية خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، والذي يواجه أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، إلى جانب تحديات سياسية أبرزها الشغور في منصب رئاسة الجمهورية. وتُقرأ رسالة التهنئة السعودية على أنها تأكيد على استمرار دعم المملكة للشعب اللبناني ومؤسسات الدولة الشرعية، وتشجيع على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وتغليب المصلحة العليا للبلاد. كما تمثل دعوة ضمنية للقيادات اللبنانية للعمل معاً من أجل تجاوز الأزمات الحالية وإعادة لبنان إلى دوره الطبيعي كمنارة للاستقرار والازدهار في المنطقة.
التأثير الإقليمي والدولي
على الصعيدين الإقليمي والدولي، تعكس هذه البرقيات ثوابت السياسة الخارجية السعودية القائمة على احترام سيادة الدول ودعم استقرارها. وتؤكد المملكة من خلال هذه الرسائل على موقفها الداعم للبنان كدولة عربية مستقلة، بعيداً عن سياسات المحاور والتدخلات الخارجية. ويتماشى هذا الموقف مع الجهود الدولية الرامية إلى مساعدة لبنان على الخروج من أزمته، ويُظهر المملكة كشريك موثوق للمجتمع الدولي في العمل على استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

