نيابةً عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصل وزير الخارجية، صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم إلى مدينة جوهانسبرغ في جمهورية جنوب أفريقيا، لترؤس وفد المملكة العربية السعودية المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين (G20). ويضم الوفد الرسمي للمملكة كلاً من وزير المالية، الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، ونائب وزير المالية الشربا السعودي، الأستاذ عبدالمحسن بن سعد الخلف، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين.
تُعد مجموعة العشرين (G20) المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي، حيث تأسست في عام 1999 في أعقاب الأزمات المالية الآسيوية لتجمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية. ومع تفاقم الأزمة المالية العالمية في عام 2008، تم رفع مستوى المشاركة إلى قادة الدول. وتضم المجموعة 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وتمثل اقتصاداتها مجتمعة حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 75% من التجارة العالمية، وما يقارب ثلثي سكان العالم، مما يمنح قراراتها ثقلاً كبيراً على الساحة الدولية.
وتكتسب مشاركة المملكة العربية السعودية، بصفتها العضو العربي الوحيد في المجموعة، أهمية استراتيجية بالغة. فهي لا تمثل ثقلها الاقتصادي كأكبر منتج للنفط في العالم فحسب، بل تعكس أيضاً دورها المحوري في استقرار أسواق الطاقة العالمية وجهودها الحثيثة لتنويع اقتصادها الوطني من خلال رؤية 2030. وقد أثبتت المملكة قدرتها على قيادة الحوار العالمي عندما استضافت بنجاح قمة المجموعة في عام 2020، والتي ركزت على مواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19 وتوحيد الجهود الدولية لتحقيق تعافٍ اقتصادي شامل ومستدام.
ومن المقرر أن تناقش القمة الحالية في جوهانسبرغ أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، بما في ذلك تباطؤ النمو، والتضخم، وأمن الطاقة والغذاء. كما ستركز المباحثات على ضرورة ترسيخ الحوار والتعاون متعدد الأطراف لمواجهة القضايا العالمية الملحة، مثل الأزمات الجيوسياسية، والتنمية الاقتصادية المستدامة، وتخفيف أعباء الديون عن الدول النامية، ومواجهة تغير المناخ. وفي هذا السياق، ستسلط المملكة الضوء على مبادراتها الطموحة مثل “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، مؤكدةً على أهمية تبني نهج متوازن في التحول نحو الطاقة النظيفة يراعي أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية.
إن مشاركة الوفد السعودي رفيع المستوى في هذه القمة تعكس التزام المملكة الراسخ بالعمل المشترك مع شركائها الدوليين لإيجاد حلول فعالة ومستدامة للتحديات العالمية. ومن المتوقع أن تسهم مخرجات القمة في تعزيز استقرار الاقتصاد العالمي، ودعم مسارات التنمية في الدول النامية، وتكثيف الجهود الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يخدم مصالح الشعوب ويعزز الأمن والازدهار على مستوى العالم.
