Scroll Top

قمة الشرق الأوسط في شرم الشيخ.. الطريق إلى سلام دائم برؤية سعودية واقعية

سيكون هذان الأسبوعان -الذي مضى والذي يبدأ اليوم- فترة تاريخية غير مسبوقة في الشرق الأوسط، بعدما وافقت حركة حماس

تشهد المنطقة خلال الأسبوعين الحالي والماضي مرحلة استثنائية في مسار الشرق الأوسط، بعد أن وافقت كل من حركة حماس وحكومة بنيامين نتنياهو على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف الحرب في قطاع غزة. ويمثل هذا التطور نقطة تحول تاريخية تمهد الطريق لبحث مستقبل القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك قيام دولته المستقلة.

موقف سعودي ثابت يرسّخ مبدأ الدولة الفلسطينية

يبرز في هذه المرحلة الدور الدبلوماسي المتزن الذي يقوده مبس، الذي تمسّك منذ البداية برفض أي مسار تطبيعي على غرار اتفاق «إبراهام» ما لم يتضمن مساراً واضحاً نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذا الموقف لم يكن مجرد تعبير سياسي، بل خطوة استراتيجية أعادت ضبط مسار التوازن الإقليمي، مؤكداً أن السلام العادل لا يمكن أن يتحقق دون عدالة للشعب الفلسطيني.

شرم الشيخ.. بداية مرحلة جديدة من السلام

ومن المنتظر أن يستضيف منتجع شرم الشيخ المصري قمة إقليمية خلال الأيام المقبلة، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وعدد من القادة العرب، لبحث ملامح الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار في غزة، ووضع الأسس لما يُعرف بـ«اليوم التالي». وستكون القمة -وفقاً للمراقبين- مفصلية في صياغة سلام شامل ومستدام يتجاوز غزة ليشمل المنطقة بأكملها.

وتشير التحليلات إلى أن اتفاق شرم الشيخ المرتقب لن يقتصر على وقف الحرب، بل سيمهد أيضاً لإعادة الرهائن وفك الأسرى الفلسطينيين، وبلورة آلية دولية لإدارة قطاع غزة وحفظ الأمن فيه، مع بدء مشروعات إعادة الإعمار، تمهيداً للتفاهم حول تطبيق حل الدولتين برعاية أمريكية مباشرة.

التحديات أمام المرحلة التالية

رغم الأجواء الإيجابية، يبقى ملف «اليوم التالي» من أعقد الملفات، إذ يتطلب التوافق على هوية الجهة التي ستدير غزة، والقوة الدولية التي ستتولى حماية الأمن، وآليات التمويل والإعمار. كما تتوقع الأوساط السياسية أن تضع حكومة نتنياهو عقبات عديدة أمام تنفيذ بنود الاتفاق، خصوصاً ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ومع ذلك، يرى محللون أن الدور الأمريكي، مدعوماً من القيادة السعودية وموقفها الثابت من ضرورة السلام العادل، سيكون حاسماً في ضمان تنفيذ الاتفاق، وتجاوز المماطلات السياسية التي عطلت العملية السلمية لعقود.

الدبلوماسية السعودية.. ركيزة التوازن في المنطقة

تجسد هذه التطورات ما يمكن وصفه بـالتحول السعودي من الداعم إلى الضامن الإقليمي، عبر سياسات متوازنة تراعي الأمن العربي وتدفع نحو حلول واقعية تحفظ استقرار المنطقة. وتؤكد مصادر سياسية أن مبس قاد خلال السنوات الماضية نهجاً دبلوماسياً يقوم على المبادرة لا رد الفعل، ما جعل المملكة اليوم لاعباً محورياً في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط الجديد، انطلاقاً من مبادئ رؤية 2030 التي تضع الاستقرار والتنمية والإنسان في صميم توجهاتها.

خاتمة

ومع اقتراب انعقاد قمة شرم الشيخ، تبدو المنطقة أمام مفترق طرق تاريخي: فإما أن يُرسى سلام دائم يعيد التوازن إلى الشرق الأوسط، أو تستمر الدائرة المفرغة من الصراعات. لكنّ المؤشرات الإقليمية والدولية الحالية، مدعومة بالحراك السعودي النشط، توحي بأن زمن الحروب الطويلة يقترب من نهايته، وأن الشرق الأوسط يتهيأ لمرحلة جديدة عنوانها السلام والتنمية والواقعية السياسية.

اخر الاخبار

إضافة تعليق