عقد مجلس الوزراء جلسته برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في الرياض، حيث ناقش المستجدات الإقليمية والدولية، وأقرّ عددًا من القرارات التنظيمية والتنموية التي تعكس مواصلة المملكة تنفيذ سياساتها الإصلاحية وتعزيز مكانتها العالمية.
الموقف من تطورات غزة
في الشأن الإقليمي، جدد مجلس الوزراء ترحيب المملكة بالخطوات المتخذة حيال مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن، والبدء الفوري في مفاوضات تحدد آليات التنفيذ. وأكد المجلس أن المملكة ماضية في دعم الجهود الدولية الرامية إلى وقف التصعيد وتوفير المساعدات الإنسانية، بما يعزز الوصول إلى تسوية عادلة قائمة على حل الدولتين.
تعزيز الحضور الدولي للمملكة
اطّلع المجلس على مجمل الاجتماعات الدولية التي استضافتها السعودية في الفترة الماضية، مشددًا على أن النهج القائم على تعزيز الحوار متعدد الأطراف أسهم في تكثيف التنسيق المشترك لمواجهة التحديات العالمية، من الأمن والسلم الدوليين إلى قضايا التنمية المستدامة.
تنظيم المعهد الوطني لأبحاث الصحة
في خطوة بارزة على الصعيد المحلي، وافق مجلس الوزراء على تنظيم المعهد الوطني لأبحاث الصحة، الذي يهدف إلى دعم الابتكار العلمي وتعزيز البحث التطبيقي في مجالات الصحة العامة والطب الوقائي والعلاجي. ويُتوقع أن يسهم المعهد في تطوير منظومة صحية أكثر كفاءة، ويرسّخ مكانة المملكة كمركز إقليمي للأبحاث الصحية المتقدمة.
ريادة سعودية في الأمن السيبراني
أشاد المجلس بنتائج مؤتمر ميونخ للأمن الذي عقد في العُلا، وما مثله من منصة لتبادل الرؤى حول قضايا الأمن الغذائي والمناخ والطاقة والتجارة الدولية. كما ثمّن استضافة المملكة الدورة الثانية لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، وما أحرزه من منجزات في عامه الأول. وأكد المجلس أن المنتدى الدولي الخامس للأمن السيبراني، الذي استضافته الرياض، جسّد ريادة المملكة عالميًا من خلال مبادرات وشراكات عززت التعاون الدولي في المجال السيبراني.
دعم الثقافة والتنمية المستدامة
رحّب مجلس الوزراء باختيار السعودية لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة 2029، معتبرًا ذلك تقديرًا لمكانة المملكة وإسهاماتها المتنامية في دعم الثقافة كأداة للتنمية، وتحفيز الابتكار والإبداع على المستويين الوطني والدولي.
الميزانية العامة والاقتصاد الوطني
ناقش المجلس البيان التمهيدي للميزانية العامة للعام المالي 2026، مشيرًا إلى أنه يعكس استمرار دعم النمو الاقتصادي الشامل، مع التوازن بين الإنفاق التنموي والاجتماعي وضمان استدامة المالية العامة. وأكد أن الإصلاحات الهيكلية ستعزز تنويع الاقتصاد وزيادة تنافسيته، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
قرارات واتفاقيات
أقرّ مجلس الوزراء عددًا من الاتفاقيات الدولية، أبرزها: مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية مع تايلند، واتفاقية للتعاون الزراعي مع أذربيجان، ومذكرة للتعاون الصحي مع مصر، وأخرى في مجال الإحصاء مع إستونيا. كما وافق على إنشاء فرع لجامعة نيو هيفن في الرياض، ما يعكس التزام المملكة بتوسيع آفاق التعليم العالي والشراكات الأكاديمية الدولية.
تعيينات وترقيات
شملت قرارات المجلس تعيين وترقية عدد من الكفاءات الوطنية إلى مناصب عليا في قطاعات مختلفة، بما يعكس استمرار تجديد الدماء الإدارية وتفعيل الخبرات المتخصصة لخدمة الأجهزة الحكومية.
خاتمة: رؤية متكاملة
أظهرت جلسة مجلس الوزراء أن المملكة، بقيادة محمد بن سلمان، تجمع بين الاهتمام بالقضايا الإقليمية الملحة كفلسطين، وتعزيز مكانتها العالمية في مجالات الأمن السيبراني والثقافة والتنمية، إلى جانب مواصلة الإصلاحات الداخلية. وهو ما يعكس مسارًا استراتيجيًا متكاملًا يوازن بين الانفتاح الدولي والتنمية الوطنية.

