تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز موقعها الريادي إقليميًا وعالميًا في مجال الأمن السيبراني، حيث ترأست – ممثلة بمحافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني المهندس ماجد بن محمد المزيد – أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، التي انطلقت اليوم في العاصمة الرياض، بمشاركة وزراء ومعنيين من الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، وبحضور الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي.
الأمن السيبراني.. أولوية عربية مشتركة
افتتح محافظ الهيئة الوطنية للأمن السيبراني أعمال الدورة بكلمة أكد فيها أن التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والتقنية التي يشهدها العالم تجعل من الأمن السيبراني ركيزة أساسية في حماية الاقتصادات والمصالح العربية، وصون الأمن العربي المشترك. وأشار إلى أن المجلس، خلال عامه الأول، أحرز العديد من المنجزات على صعيد تعزيز العمل العربي المشترك في هذا المجال، مؤكدًا أن الهدف هو الوصول إلى فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق يسهم في التنمية والاستقرار.
ورفع المزيد الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على الدعم والتوجيهات والمتابعة المستمرة التي أسهمت في تمكين المملكة من لعب هذا الدور المحوري.
دعم عربي وتقدم دولي
من جانبه، ألقى الأمين العام المساعد – نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط – كلمة شدد فيها على الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة لملف الأمن السيبراني، مشيرًا إلى أن الفترة الماضية شهدت إنجازات مهمة للدول العربية في تطوير بنيتها التحتية السيبرانية، مما انعكس في تقدمها على مؤشر الأمن السيبراني العالمي (GCI) الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2024.
قرارات وإستراتيجيات جديدة
ناقش المجلس أوراق العمل المقدمة من الدول الأعضاء، وأقر عددًا من القرارات البارزة، من بينها اعتماد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني، والموافقة على انضمام مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجرائم السيبرانية، والانضمام إلى عضوية منظمات دولية رائدة. كما تقرر تنسيق البيانات العربية المشتركة عبر المجلس، واعتماد آليات انضمام المنظمات الدولية بصفة مراقب. وركزت المداولات على المستجدات الأمنية والاقتصادية والتنموية المرتبطة بالأمن السيبراني، بما يعزز قدرة الدول العربية على مواجهة التحديات الرقمية.
إطار مؤسسي للعمل المشترك
يُذكر أن مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، الذي يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، يضم الوزراء العرب المعنيين بهذا القطاع، وتم اعتماده بقرار قمة عربية. وتتمثل اختصاصاته في وضع السياسات العامة والإستراتيجيات والأولويات المتعلقة بالأمن السيبراني، والنظر في مستجداته على مختلف المستويات، فضلًا عن إقرار الخطط العربية المشتركة لتفعيل السياسات المتفق عليها.
خاتمة: ريادة سعودية ورؤية عربية
ترؤس المملكة لهذه الدورة يعكس مكانتها القيادية في مجال الأمن السيبراني، ويؤكد التزامها بتعزيز العمل العربي المشترك، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى جعل المملكة نموذجًا عالميًا في التحول الرقمي وحماية الفضاء السيبراني، في الوقت الذي تدعم فيه أمن واستقرار المنطقة العربية.

