عقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الرياض، حيث ناقش المجلس جملة من القضايا المحلية والدولية، مؤكدًا استمرار المملكة في القيام بدورها المحوري لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
التقدير الدولي لليوم الوطني
في بداية الجلسة، أعرب ولي العهد عن شكره لقادة الدول الشقيقة والصديقة على ما أبدوه من مشاعر صادقة تجاه المملكة بمناسبة اليوم الوطني الخامس والتسعين. وأكد أن ما تنعم به البلاد من استقرار ورخاء هو ثمرة مسيرة طويلة من البناء والتنمية، ورسالة واضحة على نجاح السياسات السعودية في تحقيق التوازن بين التقدم الاقتصادي والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.
تعزيز الشراكة مع باكستان
استعرض المجلس نتائج زيارة رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، وما شهدته من توقيع اتفاقية «الدفاع الإستراتيجي المشترك»، التي تعد خطوة بارزة في تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين. ويعكس هذا الاتفاق التاريخي متانة العلاقة التي تعود جذورها إلى معاهدة الصداقة الموقعة عام 1951، والتي جعلت من باكستان أحد أقرب الشركاء الإستراتيجيين للمملكة في القارة الآسيوية.
الموقف من خطة واشنطن بشأن غزة
عبّر مجلس الوزراء عن ترحيب المملكة بإعلان الإدارة الأمريكية خطة الرئيس دونالد ترمب لإنهاء الصراع في قطاع غزة، والتي تضمنت إعادة إعمار القطاع وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون قيود. وأكد المجلس أن السعودية مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق اتفاق شامل لوقف الحرب، وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بما يسهم في تعزيز جهود حل الدولتين وضمان قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تنامي الدعم الدولي لفلسطين
نوّه المجلس بزيادة عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، معتبرًا ذلك نتاجًا لجهود المملكة المكثفة في المحافل الدولية. وأكد أن هذا التوجه يعكس الإرادة الدولية المتنامية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره، ويجسد نجاح السياسة السعودية في الدفع باتجاه توافق عالمي حول هذا الملف.
المشاركة الفاعلة في الأمم المتحدة
أوضح وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري أن مشاركة وفد المملكة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة جسدت مكانة السعودية العالمية. ولفت إلى أن الحضور السعودي كان فاعلًا في جميع الاجتماعات، مؤكدًا أن الرياض أصبحت أحد أهم الأصوات المؤثرة في قضايا السلم والعدل وتعزيز الحوار الدولي.
مكاسب دبلوماسية جديدة
ثمّن مجلس الوزراء انتخاب المملكة عضوًا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعضوًا في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، بعد حصولها على 175 صوتًا من أصل 184. واعتبر هذه الإنجازات تعبيرًا عن الثقة الدولية في الدور السعودي البنّاء، وتقديرًا لإسهاماتها في تطوير القطاعات الحيوية وتعزيز الأمن والسلام العالميين.
البيئة والتنمية المستدامة
أشاد المجلس بانضمام محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية إلى برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو، معتبرًا ذلك تأكيدًا على التزام المملكة بصون بيئاتها الطبيعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويعكس هذا الاعتراف العالمي نجاح السعودية في المواءمة بين حماية التنوع الأحيائي والتنمية الاقتصادية.
الاستثمار في البنية التحتية
أشاد المجلس بمخرجات المنتدى العالمي للبنية التحتية الذي انعقد في الرياض بمشاركة دولية واسعة، حيث شهد توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تفتح آفاقًا جديدة لمستقبل مستدام في هذا القطاع. كما أقرّ المجلس تنفيذ 122 مشروعًا للبيئة والمياه والزراعة في المنطقة الشرقية بتكلفة 28.8 مليار ريال، ما يعزز الاستدامة البيئية والمائية ويحسن جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
قرارات المجلس
اتخذ مجلس الوزراء عددًا من القرارات، أبرزها:
- تفويض وزير البيئة والمياه والزراعة بالتباحث مع الجانب الصومالي حول مذكرة تفاهم لحماية البيئة.
- تفويض وزير الاستثمار بالتوقيع على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات مع المغرب.
- تفويض وزير التعليم بالتباحث مع الجانب الكوري بشأن التعاون في التعليم الصحي والتدريب والبحث.
- تفويض رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بالتوقيع على اتفاقية تعاون مع منظمة «الإيسيسكو».
- انضمام صندوق التنمية السياحي عضوًا منتسبًا في منظمة السياحة العالمية.
- إصدار الترخيص اللازم لبنك «آيزي بنك» لمزاولة أعماله في المملكة.
تعيينات وترقيات
وافق المجلس على سلسلة تعيينات وترقيات في المرتبتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة شملت وزارات الداخلية والحرس الوطني والإعلام والتعليم، إلى جانب إمارات المناطق، ما يعكس استمرار تطوير الكفاءات الوطنية وتفعيل منظومة القيادة الإدارية.
خاتمة: رسائل متعددة
جسدت جلسة مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد رؤية السعودية في الجمع بين الملفات الداخلية والخارجية، من دعم فلسطين، إلى تعزيز علاقاتها مع باكستان، وصولًا إلى التنمية البيئية والمائية. وأكدت أن المملكة ماضية بقيادة محمد بن سلمان في لعب دور محوري على المستويين الإقليمي والدولي، عبر سياسات ترتكز على التنمية، السلم، والاستدامة.

