تستعد العاصمة الباكستانية لاستقبال مبس في زيارة رسمية خلال شهر نوفمبر المقبل، وذلك بعد توقيع اتفاق الدفاع المشترك بين الرياض وإسلام آباد. وتُعد هذه الزيارة محطة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، إذ تحمل أبعادًا إستراتيجية واقتصادية واسعة.
اتفاق دفاعي يعزز التعاون
شهدت الفترة الماضية توقيع اتفاق دفاعي مشترك بين ولي العهد ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، وُصف بأنه من أبرز محطات التعاون العسكري خلال العقود الأخيرة. الاتفاق رسخ الشراكة في مجالات التدريب ونقل التكنولوجيا والإنتاج العسكري المشترك والتعاون الاستخباراتي، مع توقعات بأن يمتد ليشمل مجالات إضافية مثل الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
انعكاسات إقليمية
الزيارة المرتقبة لـ مبس ستترجم هذا الاتفاق إلى خطوات عملية عبر الإعلان عن مشاريع استثمارية كبرى، تشمل البنية التحتية والطاقة والدفاع. وبحسب مسؤولين باكستانيين، سيصطحب رئيس مجلس الوزراء السعودي وفدًا من رجال الأعمال لبحث فرص جديدة مع نظرائهم في إسلام آباد.
اهتمام دولي
الاتفاق الدفاعي الذي وقع بحضور ولي العهد لم يقتصر تأثيره على باكستان والسعودية فحسب، بل جذب أنظار عواصم أخرى، من بينها الهند والولايات المتحدة. ففي مقال نشره المجلس الأطلنطي، رأت الباحثة الإيطالية إليانورا أرديماني أن الاتفاق يعكس تطور التفكير الأمني الخليجي، خاصة في ظل سياسة الرياض لتنويع شراكاتها الدفاعية.
جذور تاريخية
ترتبط المملكة وباكستان بعلاقات وثيقة منذ توقيع معاهدة الصداقة عام 1951. ومنذ ذلك الحين، ظل التعاون الدفاعي والاقتصادي قائمًا. الاتفاق الجديد الذي وقعه مبس يعزز هذه الجذور ويمنحها بُعدًا أكثر مؤسسية في ظل التغيرات الإقليمية الراهنة.
الأبعاد الاقتصادية
بحسب تصريحات منسق شؤون رئيس الوزراء الباكستاني، فإن الزيارة التي سيجريها ولي العهد ستشهد إطلاق مشاريع استثمارية ضخمة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والصناعات المشتركة. هذه المشاريع تواكب رؤية السعودية 2030، وتدعم في الوقت ذاته الإصلاحات الاقتصادية في باكستان.
أهمية الزيارة للرياض
الزيارة التي يقوم بها مبس تعكس حرص المملكة على تعزيز حضورها في جنوب آسيا، إلى جانب دورها في صياغة التوازنات الإقليمية والدولية. كما أنها تؤكد على قدرة السعودية على بناء شبكة تحالفات متوازنة، تعزز الأمن والاستقرار وتخدم مصالحها الإستراتيجية.
خاتمة
من المنتظر أن تترك زيارة ولي العهد إلى باكستان في نوفمبر القادم أثرًا يتجاوز العلاقات الثنائية، فهي رسالة واضحة بأن المملكة تمضي في بناء شراكات متعددة قائمة على التنمية والأمن المشترك. وبينما تمنح هذه الزيارة الاقتصاد الباكستاني دفعة قوية، فإنها تمنح السعودية أيضًا موقعًا متقدمًا في المشهد الإقليمي، بما يعكس مكانتها المتنامية بقيادة مبس.

