تشهد منطقة حائل تحولًا نوعيًا من كونها واحة زراعية تقليدية إلى مركز استثماري متكامل يجمع بين الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي وسلاسل الإمداد الحديثة. وقد استعرض صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل، أمام وفد روسي يضم عددًا من المستثمرين، ملامح هذه الرؤية التي تجعل من المنطقة سلة غذاء وطنية وإقليمية قادرة على جذب رؤوس الأموال وتحويل الإمكانات الطبيعية إلى قيمة اقتصادية ذات بعد عالمي.
قاعدة صناعية تحويلية
أوضح الأمير عبدالعزيز بن سعد أن منطقة حائل، بما تمتاز به من خصوبة تاريخية وإنتاج وفير للحبوب والتمور والخضروات، تجاوزت إطار الزراعة التقليدية لتصبح مؤهلة لإنشاء قاعدة صناعية تحويلية. هذه القاعدة من شأنها مضاعفة العوائد الاقتصادية وفتح أسواق تصدير جديدة نحو الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يعزز حضور المملكة في قطاع الأمن الغذائي العالمي.
موقع جغرافي إستراتيجي
الموقع الجغرافي لحائل عند ملتقى الشمال بالوسط والغرب كان محورًا بارزًا في العرض، حيث يمنحها بعدًا لوجستيًا مدعومًا ببنية تحتية متطورة. وتشمل هذه البنية مطارًا دوليًا وشبكة طرق سريعة، إضافة إلى مشاريع ربط سككي مرتقبة. هذا الموقع يجعل من حائل بوابة طبيعية لتدفق السلع الغذائية نحو الأسواق الإقليمية، ويعزز قدرتها على لعب دور محوري في منظومة الأمن الغذائي الوطني والإقليمي.
إصلاحات تشريعية وحوافز استثمارية
أكد أمير المنطقة أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وضعت الاستثمار في صلب أولوياتها عبر إصلاحات تشريعية وحوافز نوعية تقدمها وزارة الاستثمار. هذه المنظومة القانونية والتنظيمية تشكل ضمانة حقيقية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتؤسس لشراكات استراتيجية طويلة الأمد تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.
إسهامات في الناتج المحلي
المشهد الاستثماري في حائل يعكس حجم التدفقات المالية الموجهة لدعم القطاع، إذ تجاوزت تمويلات صندوق التنمية الزراعية في المنطقة 7 مليارات ريال، وهو ما أسهم في رفع حصتها إلى أكثر من 10% من الناتج المحلي الزراعي للمملكة. كما شهد منتدى حائل للاستثمار 2025 توقيع اتفاقيات ومبادرات بقيمة 8.5 مليار ريال في قطاعات متعددة تشمل الزراعة واللوجستيات والصناعة، بما يعكس تحوّل الفرص النظرية إلى مشاريع فعلية.
خريطة استثمارية واعدة
خصصت وزارة البيئة والمياه والزراعة 43 موقعًا استثماريًا في المنطقة بمساحات تتجاوز 143 مليون متر مربع، ما يفتح المجال أمام تطوير مشاريع كبرى في مجالات الأمن الغذائي والتصنيع الزراعي. هذه الخريطة الاستثمارية تمنح المستثمرين أرضية جاهزة للعمل وتختصر الكثير من الإجراءات، ما يجعل الفرص الاستثمارية في حائل أقرب إلى التنفيذ العملي.
